مخاطر الجلوس سواء أثناء العمل المكتبي أو عند متابعة
برامج التلفزيون لا تقل خطورة عن مخاطر العمل اليدوي على جسم الإنسان لأنها
تؤدي إلى مشكلات في العمود الفقري والمفاصل والعضلات.
وقد ربط الباحثون الأميركيون بين فترات الجلوس الطويلة وبين زيادة مخاطر
التعرض للسمنة و«متلازمة الأيض أو التمثيل الغذائي» التي تشمل ارتفاع ضغط
الدم ومستوى الكوليسترول وارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم. وأظهرت الدراسات
ازدياد مخاطر أمراض القلب، وازدياد الوفيات، لدى الخمولين من مشاهدي
التلفزيون المدمنين مقارنة بالنشطاء. وتشمل أضرار الجلوس حدوث مشكلات
متنوعة من بينها زيادة أخطار إجهاد البنكرياس، والإصابة بالسرطان وضمور
العضلات ومشكلات في الدورة الدموية في الساقين وهشاشة العظام إضافة إلى
مشكلات في المفاصل والكتفين والوركين والعمود الفقري.. وأخيرا قلة تدفق
الدم نحو الدماغ وتشوش الفكر! وبالنسبة لموظفي مكاتب العمل، فإن غالبيتهم
يعانون من مشكلات في عضلات وعظام ومفاصل اليد والمرفق والكتفين والعمود
الفقري والظهر. وغالبا ما تكون الأعراض أحادية الجانب بمعنى إصابة الجهة
اليمنى أو اليسرى، وهذا ناجم عن إجهاد الجهة الناشطة في الجزء العلوي من
جسم الإنسان (اليد اليمنى أو اليسرى) وعن الخطأ في الجلوس أو في ارتفاع
الكرسي.
وبالنسبة لأمراض العمل المكتبي فإن الخبراء الألمان مثلا ينصحون بتغيير
المكتب نفسه، بدءا بالتحول من المناضد التقليدية إلى مناضد «حركية» يمكن
رفعها بكبسة زر من وضع الكتابة أثناء الجلوس إلى وضع الكتابة أثناء الوقوف.
والتحول بين الجلوس والوقوف يتيح إمكانية حركة محدودة ولكنها مهمة لتغيير
وضع الجسم. ولا بد هنا من مقاعد مريحة للجسم، مع ملاحظة أن لكل إنسان وضعه
الجسدي الخاص، مع مراعاة ضرورة تغيير المقعد بين فترة وأخرى.
وإضافة إلى ذلك فإن الوقاية من مشكلات العمل تتطلب من الموظف تغيير
طريقة عمله، بهدف حماية عضلاته وعظامه من الآلام والتكلس، إذ يمكن أداء بعض
الحركات البسيط لتمرين عضلات الظهر والرقبة بين ساعة وأخرى، والأهم هو
استغلال جزء من وقت استراحة الظهيرة للحركة أو المشي، مع ضرورة عدم التخلي
عن هدوء فترة الطعام وعدم التخلي عن قيلولة ما بعد الظهر إذا كانت متاحة.